أذكار الطريقة وفوائدها
المشاكل النفسية وأهمية الذكر
في وقتنا الحاضر، يعاني الكثير من الناس من مشاكل واضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، والحزن، والغضب، والحسد، والقلق. غالباً ما تظهر هذه الصفات السلبية في اللحظات الحرجة والأماكن غير المناسبة، مما يسبب إزعاجاً للفرد ومن حوله.
ومن بين الأساليب المذهلة والمعجزة التي يمكن أن تساعد هؤلاء الأشخاص هي ترديد الأذكار.
خواص الذكر في تحول الصفات الإنسانية
يساعد الذكر الفرد على التغلب على صفات سلبية مثل البخل، والطمع، والغضب، والجشع، والشهوة، والحسد، وسوء الخلق، والفضول في الأمور غير المفيدة، والسخرية، واللوم، والأفكار السلبية، والغرور، والنفاق.
بالإضافة إلى ذلك، يُسهم ترديد الذكر في تعزيز وتثبيت صفات إيجابية مثل السخاء، والقناعة، والتواضع، والصبر، والثبات أمام المصاعب، والعفو، والتوكل على الله، والحلم، والعبادة، والشكر، والرضا بالقضاء الإلهي، والصبر عند الابتلاء.
أهمية العرفان والذكر
يُعَدُّ الذكر من أهم أركان العرفان والطريقة. فهو لا يُصفِّي القلب فقط، بل يصقل كيان الإنسان بأسره، ليُصبح مُهيَّأً لاستقبال أشعة النور الإلهي وبركات الحب الإلهي.
نقص الحب والبركة يُعَدُّ من الأسباب الرئيسية للمشكلات النفسية والروحية، ويُمثِّل الذكر نافذةً تُفضي إلى الطمأنينة والارتقاء الروحي.
أذكار الطريقة القادرية الكسنزانية
أذكار الطريقة القادرية الكسنزانية مخصصة للأشخاص الذين قبلوا بيعة الطريقة. أما من لم يتلقوا البيعة بعد، فلا يُسمح لهم بقول هذه الأذكار، ويُوصى بأن يمتنعوا عن تكرارها.
قد يتساءل البعض: “ما معنى أن يكون هناك إذن لقول الأذكار؟ هل تحتاج تكرار بعض الكلمات البسيطة إلى إذن؟” الجواب هو نعم. الأذكار التي تحمل بُعدًا عرفانيًا وروحيًا تحتاج إلى إذن وتأييد من قِبَل شيخ الطريقة للحصول على تأثيرها الكامل والاستفادة من خواصها.
لتوضيح هذا الأمر، يمكن شرحه بمثال بسيط. الذين لديهم خبرة في العرفان يدركون جيدًا أن كل ذكر يُشبه نافذةً تُفتح على كنزٍ من الأسرار الإلهية. وهذه النافذة تعتمد على عنصرين أساسيين: المفتاح وكلمة المرور.
مفتاح هذا الكنز هو نص الذكر، الذي يتوفر بسهولة في الكتب والمصادر المختلفة. بمعنى آخر، نص كل ذكر هو المفتاح لفتح نافذة من رحمة الله. على سبيل المثال، يمكن أن يكون مفتاح إحدى النوافذ عبارة “لا إله إلا الله”، ومفتاح نافذة أخرى “الله”، ومفتاح نافذة ثالثة “يا هو”.
لكن هل يكفي مجرد امتلاك المفتاح لفتح هذه النوافذ؟
بالتأكيد لا. كما أن الخزائن الحديثة تحتاج إلى التحقق من الهوية عبر بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه، فإن الطريقة لا تكتفي فقط بمعرفة نص الذكر. بل يجب أن يحصل الفرد على الإذن والتأييد من شيخ الطريقة. هذا الإذن يمثل كلمة المرور التي تُمنح للفرد عبر البيعة، ليتمكن من الاستفادة من فوائد وبركات الذكر.
ربما تبدو هذه الكلمات للوهلة الأولى مُبالغًا فيها، لكن شهادات وتجارب العديد من الأشخاص الذين دخلوا الطريقة تؤكد صحة هذا القول. فالكثير من هؤلاء كانوا قبل أخذ البيعة من أهل الذكر، بل إن بعضهم كان يُردد أذكارًا خاصة بالطريقة. ولكن بعد أخذ البيعة وتكرار نفس الأذكار، اعترفوا بأنهم لم يشعروا قبل ذلك بنور الذكر وبركته، وأنهم كانوا يرددونه فقط كعادة دون إدراك معناه الحقيقي.
بعد أخذ البيعة، اختبر هؤلاء لأول مرة حقيقة الذكر وخواصه الفريدة، وأدركوا أن الذكر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو نافذة مفتوحة نحو النور والمحبة الإلهية، التي لا يُمكن الوصول إليها إلا بالحصول على الإذن والتأييد من الشيخ أو شيخ الطريقة.
من جهة أخرى، الأشخاص الذين دخلوا الطريقة وشعروا بوضوح بنور وبركة الذكر في حياتهم، إذا وقعوا في الكبائر أو ارتكبوا أفعالاً غير مقبولة وبَطُلَت طريقتهم، يعترفون بمرارة بأن النور والبركة التي كانت تغمر حياتهم اختفت فجأة.
هؤلاء يدركون أن الذكر الذي كان لهم مصدرًا للمحبة والسكينة والنور، أصبح مجرد تكرار كلمات بلا معنى. ولم يعد هناك ذلك الاتصال الروحي والتألق الباطني الذي كانوا يشعرون به من قبل. هذه التجربة المؤلمة تُثبت أن الذكر بدون الطريقة لا يتعدى كونه تكرارًا للألفاظ، وأنه فقط من خلال حفظ الطريقة يمكن الوصول إلى البركات الحقيقية والأسرار الباطنية للذكر.
خطرات الذكر بدون أخذ الطريقة
ماذا يحدث إذا قام شخص لم يأخذ الطريقة بترديد أذكار الطريقة؟ تخيل شخصًا يمتلك مفتاحًا للدخول إلى خزائن الرحمة الإلهية، لكنه لا يعرف كلمة المرور. هذا الشخص يتوقف أمام الباب المغلق ويبدأ في محاولة فتحه بكل الطرق الممكنة.
في هذه الأثناء، الشيطان الذي كان صديقًا قديمًا لهذا الشخص يدرك نيته في دخول قلعة الله والانفصال عنه. الشيطان يفهم أن هذا الفرد يخطط للانضمام إلى صفوف أصدقاء الله والخروج من دائرة نفوذه الشيطاني.
لتجنب هذا التحول، قد يلجأ الشيطان إلى كل الحيل والمكائد الممكنة لعرقلة طريق هذا الشخص أو لإقناعه بالتخلي عن مساره. من الأفضل عدم اختبار هذا الوضع مطلقًا، لأن هناك احتمالية لظهور مشكلات وعقبات. فالشيطان لن يسمح بسهولة لأي شخص بالخروج من سيطرته والوصول إلى النور الإلهي.
ربما لهذا السبب تنتشر بين الناس معتقدات تحذرهم من الإكثار من الذكر، مثل القول بأن ترديد “لا إله إلا الله” قد يؤدي إلى الفقر أو أن الإكثار من الأذكار قد يسبب مشكلات. هذه المعتقدات ليست سوى شائعات ووساوس يستخدمها الشيطان لإبعاد الناس عن خزائن الرحمة والبركات الإلهية التي لا تنضب.
الشيطان من خلال هذه الحيل يسعى لحرمان الناس من النور والسلام الذي يمكن أن يهبه الذكر لقلوبهم وأرواحهم، ويعمل على إبقائهم في الظلام والغفلة. في الحقيقة، هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد عوائق تعترض طريق النمو الروحي والمعنوي للإنسان.
نتائج الالتزام بالأذكار
إذا التزم الشخص الذي أخذ الطريقة بالأذكار التي أُعطيت له بإذن من شيخ الطريقة، فكأنه قد دخل في قلعة محصنة من حصون الله الرحمن. هذه القلعة محكمة إلى درجة أن أي قوة في العالم، سواء كانت أرضية أو سماوية، لا تستطيع أن تؤذيه. كما أن شيخ الطريقة، بما لديه من قوة معنوية وروحانية، يكون ضامنًا لحمايته ورعايته. حتى الآثار السلبية الناتجة عن السحر أو الأذى الشيطاني، التي أصبحت للأسف شائعة هذه الأيام، لن يكون لها أي تأثير عليه.
لكن إذا أهمل الفرد الأذكار والأوراد التي تعهد بالالتزام بها أو تركها، فإنه يخرج بنفسه من هذا الحصن الإلهي، ويعرض نفسه للمخاطر والأضرار التي كان محميًا منها سابقًا. في الواقع، الالتزام بالأذكار في الطريقة ليس فقط تعهدًا روحيًا، بل هو درع قوي يحمي الإنسان من البلايا والصعوبات في الحياة.
قال مشايخ الطريقة:
- “إذا انقطع الذكر، انقطع الإمداد“، أي إذا توقف الذكر، انقطع العون الإلهي.
- “من لا ورد له، لا وارد له“، أي من ليس له أوراد وأذكار، لن تكون له واردات قلبية أو روحانية.
تصنيف الأذكار في الطريقة
- الأذكار الدائمیة أو التسعة عشرة: هذه الأذكار تُقال باستمرار وعلى مدى فترة طويلة، حيث يُكرر كل ذكر منها مائة ألف مرة.
- الأذكار اليومية: تشمل الأذكار بعد الصلاة، ورد العصر، والصلوات اليومية وغيرها، وهي مُوضحة في قسم “تعليمات الطريقة” على هذا الموقع.
عند التزام الشخص بتكرار الأذكار بعد أخذ الطريقة، ينتقل الذكر من اللسان إلى القلب، فيبدأ الشخص بالاستمتاع بتكراره، ويُحب الاستماع إليه ويتآلف معه حتى يصبح الذكر جزءًا من روحه. في هذه الحالة، يشعر الشخص بحرارة وطاقة خاصة في قلبه. وفي النهاية، يصبح قلبه منشغلًا بذكر الله عز وجل في جميع أحواله
الأذكار الدائمیة أو التسعة عشرة تُعد الأهم في الطريقة، وتبدأ بذكر “لا إله إلا الله”. هذه الأذكار تحمل أسرارًا عميقة وتترك تأثيرات خاصة على روح الإنسان ونفسه.
السبعة أذكار الأولى في الطريقة تركز بشكل خاص على إصلاح النفس الإنسانية:
الذكر الأول: لا إله إلا الله
هذا الذكر يُطهر الإنسان من جميع الذنوب، وهو مخصص للنفس الأمارة.
- النفس الأمارة لها حجاب ظلماني، نورها أزرق داكن، وموقعها في صدر الإنسان.
- هذه النفس تُولد صفات سلبية مثل: الجهل، البخل، الطمع، المكر، الغضب، الشهوة، الحسد، سوء الخلق، التجسس في أمور غير مفيدة، السخرية، البغضاء، وإيذاء الآخرين.
الذِكر الثاني: “الله“
هذا الذكر يُوصل الإنسان إلى رحمة الله اللامتناهية، وهو مخصص للنفس اللوامة أو النفس التي تلوم صاحبها.
- نور النفس اللوامة أصفر اللون، ومكانها في قلب الإنسان.
- صفات هذه النفس تشمل: اللوم والتوبيخ، الأفكار السلبية، التكبر، الاعتراض على الخلق، الرياء الخفي، الشهوة، وحب الرياسة.
الذِكر الثالث: “يا هو
هذا الذكر يُثبّت نور الإيمان في قلب الإنسان ويرفعه إلى مقام العلماء.
- هذا الذكر مخصص للنفس الملهمة.
- نور النفس الملهمة أحمر اللون، ومكانها في روح الإنسان.
- صفات هذه النفس تشمل: السخاء، القناعة، العلم، التواضع، الصبر، تحمّل الأذى، مسامحة الآخرين، حسن الظن بأعمال الآخرين، قبول أعذارهم، وإدراك أن كل إنسان سيُحاسبه الله، مما يجعلها بعيدة عن الاعتراض على الآخرين.
الذِكر الرابع: “يا حي“
هذا الذكر يُطهّر قلب الإنسان من جميع الشوائب.
- هذا الذكر مخصص للنفس المطمئنة.
- نور النفس المطمئنة أبيض اللون.
- صفات هذه النفس تشمل: الجود، التوكل، الحلم، العبادة، الشكر، الرضا بالقضاء، والصبر على البلاء.
الذِكر الخامس: “يا واحد“
إذا كان العبد مخلصًا، فإن هذا الذكر يُزيل الحجاب بينه وبين الله.
- هذا الذكر مخصص للنفس الراضية.
- نور النفس الراضية أخضر اللون.
- صفات هذه النفس تشمل: الزهد في غير الله، الإخلاص، الورع، والنسيان التام لغير الله.
الذِكر السادس: “يا عزيز“
هذا الذكر يُنقذ الإنسان من شر النفس السيئة والشيطان.
- هذا الذكر مخصص للنفس المرضية.
- نور النفس المرضية أسود اللون.
- صفات هذه النفس تشمل: حسن الخلق، اللطف مع الخلق، التسامح مع أخطاء الآخرين، محبة الخلق، والقرب من الله.
الذِكر السابع: “يا ودود“
إذا قيل هذا الذكر بإخلاص، فإنه يفتح للإنسان عينه وأذنه الباطنيتين.
- هذا الذكر مخصص للنفس الكاملة.
- النفس الكاملة ليس لها نور ظاهر.
- صفات هذه النفس تشمل: عدم الكسل في العبادة، أداء العبادة بكل الجوارح والقلب واللسان، الاستغفار المستمر، التواضع الشديد.
- صاحب هذه النفس يفرح ويرضى بتوجيه الخلق إلى الله، ويُحب الخلق أكثر من حبه لأبنائه، ولا يحمل في قلبه أي كراهية لأي مخلوق.
استمرار البحث في الأذكار وأهمية ترتيبها
بحث الأذكار في الطريقة القادرية الكسنزانية واسع للغاية، وما ذُكر سابقًا يخص فقط الأذكار السبعة الأولى للطريقة. أما الأذكار الاثنا عشر المتبقية، فهي تحمل خواص وبركات عظيمة تم شرحها في قسم “تعليمات الطريقة” بالموقع.
أهمية الترتيب في الأذكار الدائمية
- لا يمكن أداء أذكار الطريقة بشكل عشوائي أو خارج الترتيب، حيث إن لكل ذكر خواص وبركات وأسرار خاصة به.
- يجب أداء هذه الأذكار بالتسلسل الصحيح، حيث تُكمِّل بركات الذكر السابق بركات الذكر التالي.
مثال توضيحي:
- لا يمكن للشخص أن يبدأ بذكر “الله” قبل ذكر “لا إله إلا الله”.
- ذلك لأن ذكر “لا إله إلا الله” يطهر الشخص من جميع الذنوب والسيئات، بينما ذكر “الله” يُدخله في رحمة الله. لذا، يجب أولًا أن يتطهر الشخص من الذنوب والسيئات بذكر “لا إله إلا الله”، ليصبح مستعدًا لدخول رحمة الله بذكر “الله”.
- وبعد الانتهاء من ذكر “الله” ونيل الرحمة الإلهية، يمكن الانتقال إلى ذكر “يا هو” لتثبيت نور الإيمان في القلب.
اتباع الترتيب الصحيح هو من المبادئ الأساسية للطريقة القادرية الكسنزانية، ويضمن الوصول إلى البركات الكاملة التي تحملها الأذكار.
إذا كنت مهتمًا للاستفادة من الفوائد العظيمة لأذكار الطريقة، يمكنك التواصل معنا عبر قسم “اتصل بنا” بالموقع لترتيب الإجراءات اللازمة للانضمام إلى الطريقة والحصول على الإذن للبدء في الأذكار.
الأذكار الجماعية وحلقات الذكر
فوائد الذكر الجماعي
أحد أكثر الطرق تأثيرًا لتخفيف الاكتئاب، وتحقيق السكينة الروحية، وإزالة المشاكل وسوء الحظ، وكذلك كبح الأهواء النفسية التي تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الأخلاق، هو القيام بالذكر بشكل جماعي، والذي يُعرف بـ”الذكر الجماعي”.
إن حضور مجالس الذكر الجماعي يجلب البركة إلى الحياة ويُحسن من حال الإنسان بشكل ملحوظ.
تأثير البركة في الذكر الجماعي
التأثير العجيب للذكر الجماعي في تخفيف الاكتئاب وإضاءة القلب بنور الإيمان لا يمكن إنكاره، وذلك بفضل زيادة البركة التي يتمتع بها الذكر الجماعي. هذا التأثير يمتلك خواص تراكمية شبيهة بالنور والضياء. فعلى سبيل المثال، عندما يقوم شخصٌ واحدٌ بالعبادة أو الذكر منفردًا، فإنّ مَن حوله يستفيدون من بركة عمله. أمّا إذا قام اثنان معًا بالعبادة أو الذكر، فإنّ كلًا منهما لا ينال بركة عمله فقط، بل يستفيد أيضًا من بركة عمل الآخر.
لهذا السبب، تحظى العبادات والزيارات الجماعية بتأكيد كبير، لأنّ لها تأثيرات استثنائية في الارتقاء الروحي للأفراد.
تأثير الذكر الجماعي لا يمكن تعويضه بالذكر الفردي. فلو اجتمع عشرة أشخاص وقال كل واحد منهم عشرة أذكار بشكل جماعي، فإنّ تأثير ذلك يختلف تمامًا عن تأثير مئة ذكر يؤديها شخص واحد منفردًا. بركة الذكر الجماعي تتجمّع بشكل مركز وتخترق القلب في وقت قصير، مثل المطرقة الثقيلة التي تزيل الصدأ عن القلب. وعلى النقيض، فإنّ الجهود الفردية المتفرقة أشبه باستخدام مطرقة صغيرة لإزالة صدأ القلب السميك، مما لن يكون فعّالًا بالشكل المطلوب.
لإزالة هذا الصدأ، هناك حاجة إلى ضربات قوية ومركزة، وهذه هي وظيفة نور الذكر الجماعي.
يمكن توضيح هذا المفهوم من خلال مثال العدسة المكبرة. إذا كان الضوء المار عبر العدسة غير مركز، فلن يكون هناك تأثير يذكر على الورقة، لكن عند تركيز الضوء، فإنه يمكن أن يحرق الورقة.
وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى الصدأ الذي يعلو القلوب في قوله تعالى:
“كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُون“ (المطففين: 14).
أهمية الذكر الجماعي في الطريقة القادرية الكسنزانية
الأذكار الجماعية أو حلقات الذكر لها أهمية كبيرة في الطريقة القادرية الكسنزانية. يقول النبي صلى الله تعالی عليه وآله وسلم:
“إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ لَتَصْدَأُ وَجِلَاؤُهَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ حلقات الذِّكْرِ”.
كما قال:
“إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا”.
وعندما سُئل عن رياض الجنة، قال: “حلق الذكر”.
الحركة في الذكر
في الطريقة القادرية الكسنزانية، تُعتبر الحركة أثناء الذكر أمرًا ضروريًا.
يقول الله تعالى في سورة النحل (آية 48):
“أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ”.
أهمية الطبل والدف والسماع
استخدام الطبل والدف وحركات الذكر المعروفة بالسماع في مجالس الذكر يزيد من النشاط والحيوية الروحية ويجذب الشباب إلى الثقافة الإسلامية. كما أن الصوت الجميل في تلاوة القرآن والأذكار يصل بالقلب إلى الأنوار الإلهية. يقول العارف الکبیر سعدي الشيرازي:
” الجَملُ يطرب لصوت حسن، فإن لم تطرب، فهذا دليل على خلل في طبعك”.
بركات الذكر الجماعي
تعقد حلقات الذكر الجماعي عادةً في التكايا أو الزوايا مرة أو مرتين في الأسبوع، وتوفر فرصة ثمينة لنقل النور والبركة الإلهية بين المريدين.
خلال الذكر الجماعي، تتدفق البركة كالنور أو كالمطر من السماء. وتساعد حركات الذكر المعروفة بالسماع على جذب المزيد من هذا النور والبركة. أثناء تلقي البركات الوفيرة، يمر الأشخاص بحالات ظاهرية خاصة يمكن التعرف عليها من خلال المشاركة في جلسات الذكر الجماعي، والتي تكون مجانية بالكامل ومتاحة للجميع.
تشمل هذه الحالات لمعان العيون، انهمار الدموع، والبكاء فرحاً، وحالة من الاسترخاء المصحوب بالنشاط. انهمار الدموع يشبه حالة سقوط النور على العينين. وفي الذكر الجماعي، يغلق المشاركون عادةً أعينهم لتعطيل الحواس الظاهرة والاستفادة بشكل أفضل من نور وبركات الذكر. وقد نُقل عن أحد أعلام الطريقة، حضرة الشيخ شاه حسين الکسنزاني قدس الله سره، أنه أشار إلى مجموعة من الأشخاص الذين لم يغلقوا أعينهم أثناء الذكر وقال: “عجيبٌ كيف لا تصاب أعين هؤلاء بنور هذا الذكر بالعمى.”
إذا كنتم مهتمين بالمشاركة في جلسات الذكر الجماعي والاستفادة من بركات هذه الأذكار، يمكنكم التواصل معنا عبر قسم “اتصل بنا” لتنسيق حضوركم في هذه الجلسات المباركة.
أهمية الحب والطلب في الذكر
حركات الذكر الجماعي
يمكنكم مشاهدة ثلاثة مقاطع فيديو توضح حركات الذكر الجماعي في الطريقة القادریة الكسنزانية: