نحو النور والبركة الإلهية مع الطريقة الكسنزانية

فائدة الطريقة في الحياة

اليوم، يستيقظ العديد من الناس يوميًا للذهاب إلى العمل، ثم ينشغلون بمشاكلهم وهمومهم اليومية. يقضون أوقاتهم في أمور قد لا تكون ضرورية، وأحيانًا ينغمسون في أعمال لا هدف واضح لها. وعندما يعودون إلى المنزل ليلاً مرهقين، يمضون وقتهم مع هواتفهم أو أمام التلفاز، وفي النهاية يذهبون إلى النوم ليبدؤوا يومًا جديدًا. هؤلاء الناس لا يعلمون لماذا جاؤوا إلى هذه الدنيا، ولماذا يجب أن يتحملوا هذه الحياة الصعبة والمرهقة. كل ما يعرفونه هو أن حياتهم تمضي بلا هدف.

لإحداث تغيير إيجابي ومجاني في حياتك، ابدأ رحلتك التحويلية الآن من خلال التواصل معنا.

في عالم اليوم، يعاني الكثير من الناس من الاكتئاب ووقعوا في فخ الروتين اليومي.
هناك العديد ممن يعيشون حالة “الطلاق العاطفي“، وهو وضع يشعر فيه الأفراد في حياتهم الزوجية بالوحدة رغم وجودهم الجسدي معًا. حياة تخلو من المحبة، حيث يكون الزوجان منفصلين عاطفيًا، لكنهما لا ينفصلان فعليًا لأسباب مثل الأطفال، السمعة، أو الظروف المادية.

عندما تسأل الناس عن أفضل أوقات حياتهم، يجيب الكثيرون بأنها كانت فترة الطفولة، تلك الأيام التي كانت قلوبهم فيها نقية وأرواحهم مليئة بالسعادة.
قد لاحظت أن الطفل عند ولادته تكون عيناه متألقتين ووجهه مشرقًا، والجميع يحبه. حتى الحيوانات قد لا تهاجمه. السبب في ذلك هو أن هذا الطفل يحمل نورًا يسميه العارفون “نور محبة الله” أو “البركة”. ولهذا السبب يكون الطفل محبوبًا. في اللغة الإنجليزية، يوصف مثل هذا الطفل بأنه “كاريزمي“.

هذا النور الموجود داخل الطفل يعمل كمضاد طبيعي للاكتئاب، وينشر البهجة والأمل في حياة الآخرين. لهذا السبب، عندما تفقد الأم هذا النور والبركة بعد الولادة، تعاني من اكتئاب يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة.

علاج هذا الاكتئاب يكمن في احتضان الطفل أكثر، إرضاعه، وعدم إبعاده عن الأم.

نور محبة الله، الذي يجعل الطفل محبوبًا وكاريزميًا، وصفه العارف الكبير حافظ الشيرازي بهذه الكلمات:

إن وقع نور عشق الحق في قلبك وروحك،
والله ستصبح أجمل من شمس السماء.

هذا النور الإلهي، الذي تحدث عنه حافظ الشيرازي، يُعرف في التصوف الإسلامي بـ “البركة“.

الهندوس يسمونه “برانا” ويصفونه بأنه طاقة الكون. اليهود يسمونه “براخا“، والناطقون بالإنجليزية يُطلقون عليه اسم “كاريزما“.

ولكن لماذا يفقد الأطفال، الذين يتميزون بالجاذبية الفطرية والكاريزما في طفولتهم، هذه الصفات عندما يكبرون؟ السبب هو أن حجاب الذنوب يتراكم على قلوبهم تدريجيًا، مما يمنع دخول نور المحبة والبركة الإلهية إلى حياتهم. ولهذا السبب يتحول الطفل المحبوب والمليء بالحيوية إلى شخص مكتئب وغير محبوب.

يقول العارفون إن الإنسان ليستعيد نور وبركة طفولته ويصبح محبوبًا وجذابًا مرة أخرى، عليه أن يزيل الحجب التي تغطي قلبه.
تلك الحجب تتكون بسبب الذنوب، ولذلك يجب على الإنسان أن يطهر نفسه من آثارها. ويتم ذلك من خلال التوبة عن الذنوب والأفعال السيئة.

البعض يحاول التوبة بشكل شخصي، ويطلب من الله قبول توبته، ولكنه لا يلاحظ أي تأثير واضح على جاذبيته أو حالته النفسية أو البركة في حياته. يستمر الطلاق العاطفي في حياته كما هو، وحاله لا يتحسن. لماذا؟ لأن توبته لم تُقبل.

وضع من يتوبون بدون وسيط يشبه حال من يذهبون إلى السوق ويأخذون النقود مرارًا، ولكن لا يدفعون شيكاتهم. نحن نتوب مرات عديدة في حياتنا، لكننا ننسى توبتنا، ولهذا السبب لا يقبل الله توبتنا. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

“وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا” (الإسراء: 67).

في السوق، عندما لا يُقبل شيك شخص ما، يحتاج إلى تقديم تاجر موثوق به كوسيط.
وبالمثل، عند التوبة، إذا كان الوسيط الذي يُلجأ إليه من الصالحين والقريبين من الله، فإن توبة الإنسان عبره تُقبل. وعندما تُقبل التوبة، يشعر الإنسان بتغير إيمانه، ويتخلص من الاكتئاب، والروتينية، والطلاق العاطفي، وتُملأ حياته بالمحبة، والنور، وبركة الله.

ولكن كيف يمكن العثور على هذا الوسيط الموثوق؟

في التصوف والعرفان الإسلامي، يُطلق على هذا الوسيط اسم “شيخ الطریقة” أو “المرشد الروحي”. يمتلك هذا الشيخ خصائص خاصة تجعله قادرًا على مساعدة الإنسان في تغيير حياته جذريًا خلال 40 يومًا فقط، من خلال تخصيص حوالي ساعة ونصف يوميًا لذكر أذكار محددة.

بهذا الوسيط، يمكن للإنسان أن يستعيد النور والبركة الإلهية التي تحدث عنها العرفاء، ويعيش حياة مليئة بالسعادة والسكينة والإيمان.

كيف تتم التوبة عن طريق الوساطة؟

لإتمام التوبة بشفاعة ووساطة شيخ الطريقة، يجب أولاً الدخول في الطريقة، وهي عملية سهلة وسريعة يمكن القيام بها. التفاصيل الكاملة حول كيفية القيام بذلك موجودة في قسم كیف تأخذ الطریقة على الموقع.

هل استخدام الوسيط للتقرب إلى الله صحيح؟

استخدام الوسيط (شيخ الطريقة) لنيل المغفرة، وإزالة حجب القلب، واستعادة نور وبركة الله في الحياة هو أمر صحيح تمامًا، وقد أشير إليه في آيات مختلفة من القرآن الكريم.

على سبيل المثال، في الآيات 97 و98 من سورة يوسف، عندما ندم إخوة يوسف (عليه السلام) على أفعالهم وأرادوا التوبة، استخدموا والدهم النبي يعقوب (عليه السلام) كوسيط لتوبتهم. تقول الآيات:

“قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.

إذا كان إخوة يوسف (عليه السلام) لم يبادروا بالتوبة بأنفسهم بل لجأوا إلى والدهم كوسيط، فلماذا لا نفعل الشيء نفسه؟

وفي الآية 64 من سورة النساء، يقول الله تعالى:
“وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا”.

كما تلاحظ، يشير الله في هذه الآية أيضًا إلى أن قبول التوبة مرتبط بطلب الرسول المغفرة لهم.