تعد الطريقة العلية القادرية الكسنزانية من الطرق الروحية المباركة التي تفرعت عن النسب الطيب للأنبياء والصالحين، وقد امتدت عبر سلسلة من المشايخ الأجلاء وصولاً إلى عهدنا الحاضر.

الانتقال المبارك للطريقة العلية القادرية

قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عظيمًا” (الفتح: 10)

هذه الطريقة المباركة قد نزلت من الله تعالى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وانتقلت منه إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ثم تفرعت منها بجناحين. الجناحان التقيّا في النهاية عند الشيخ معروف الكرخي، الذي أصبح نقطة تلاقي هذه الطريقتين الجليلتين.

الجناح الذهبي للطريقة

من يد الإمام علي إلى يد الإمام الحسين:
بدأ الجناح الذهبي للطريقة من يد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ثم انتقل إلى يد الإمام الحسين بن علي، ومنها إلى الإمام زين العابدين، ثم الإمام محمد الباقر، يليه الإمام جعفر الصادق، ثم الإمام موسى الكاظم، ومنه إلى الإمام علي الرضا، ليصل في النهاية إلى الشيخ معروف الكرخي.

الجناح الثاني للطريقة

من يد الإمام علي إلى يد الشيخ الحسن البصري:
الجناح الثاني للطريقة بدأ من يد الإمام علي، مروراً بعدد من الأئمة والعلماء العظام. بدأ من يد الإمام الحسن البصري، ثم إلى يد الشيخ حبيب العجمي، تلاه الشيخ داود الطائي، ثم الشيخ معروف الكرخي، ومنه إلى الشيخ السري السقطي، ومن ثم الشيخ الجنيد البغدادي، إلى الشيخ أبي بكر الشبلي، وبعده الشيخ عبد الواحد اليماني. وتتابعت السلسلة عبر عدة مشايخ بارزين إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني، ومنه إلى الشيخ عبد الرزاق الكيلاني، والشيخ داود الثاني، والشيخ محمد غريب الله، والشيخ عبد الفتاح السياح، وغيرهم من العلماء.

تسلسل المشايخ حتى الشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان

من الشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان إلى الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان:
انتهت هذه السلسلة المباركة في العصر الحديث إلى الشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان، ثم تتابع الانتقال إلى الشيخ عبد القادر الكسنزان، ومنه إلى الشيخ حسين الكسنزان، ثم الشيخ عبد الكريم الكسنزان، والشيخ السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان، وصولاً إلى الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني، الذي يرأس حالياً الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم.

خاتمة: الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العصر الحاضر

تعد الطريقة العلية القادرية الكسنزانية اليوم إرثًا روحيًا شاملاً على مر العصور، تنتقل فيها الحكمة والمعرفة عبر سلسلة طويلة من العلماء والروحانيين الذين حملوا مشعل النور من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. وبقيادة الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان، تواصل هذه الطريقة رسالتها في نشر الروحانية الحقيقية والتربية الأخلاقية في جميع أنحاء العالم.