اسمه:
جنيد بن محمد بن الجنيد الخراز القواريري.
لقبه:
البغدادي.
كنيته:
أبو القاسم.
ولادته:
وُلد في بغداد.
أصله:
من نهاوند، وهي بلدة في بلاد الجبل بأيران.
مذهبه:
تفقه على مذهب أبي ثور وهو في سن العشرين.
طريقته:
الطريقة العلية.
معاصريه:
صحب السري السقطي (خاله) والحارث المحاسبي.
مسكنه:
كان يقيم في بغداد.
حياته:
منذ صغره كان الشيخ الجنيد البغدادي متحلياً بالفهم العميق والفراسة الحادة، حيث كان يتميز بجودة ذهنه وموهبته العالية في العلم والمعرفة. في مرحلة طفولته، توضح معدن طبيعته الروحية وحبه للعلم، فعندما رآى والده يبكي بسبب رده لزكاة من أرسلها إلى خاله السري السقطي، قال له: “اعطني لأوصلها إليه”، وذهب لتسليم الزكاة إلى خاله، محدثاً موقفاً روحياً عظيماً بينه وبين خاله الذي كان زاهداً. هذه الحادثة كانت نقطة انطلاق لتعلمه السلوك الروحي وتعلم العلم عن أكابر رجال عصره.
وقد نشأ الجنيد في بيت عريق بالعلم والورع، واستمر في تلقي المعرفة حتى أصبح من كبار رجال التصوف في عصره. ومن أبرز جوانب تميزه أنه بدأ ينطق بالمعارف والحكم الروحية منذ سن مبكرة، فكان خاله السري السقطي يتحدث معه وهو صغير في العلم، وسأله عن معنى الشكر، فأجابه الجنيد بحكمة نادرة قائلاً: “الشكر أن لا تستعين بنعمة الله على معاصيه.”
كراماته:
كان للشيخ الجنيد العديد من الكرامات المشهودة، والتي جعلت له مقاماً رفيعاً في قلوب الناس. من أبرز كراماته أنه كان يتحدث في مجلسه فوقف غلام نصراني متنكراً وسأله عن معنى حديث الرسول ﷺ: “اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى”، فأجاب الجنيد بثقة: “أسلم فقد حان وقت إسلامك.” وفوراً أسلم الغلام، وهذه تعتبر كرامتين في آن واحد؛ إحداهما اطلاعه على كفر الغلام، والثانية على إسلامه المباشر.
وكانت إحدى الكرامات المشهودة للشيخ الجنيد حادثة دخول إبليس في صورة نقيب ليخدمه بلا أجر، فتولى الجنيد تعليمه درساً روحياً عميقاً. فبعد عشر سنوات من خدمته، طلب إبليس أن ينصرف لأنه لم يجد لحظة غفلة في قلب الشيخ الجنيد، فكان رد الجنيد له: “أنا عرفتك منذ البداية، وأنت لا ثواب لعملك في الآخرة.” ثم خرج إبليس خاسئاً بعد أن بُحت له الحقيقة.
من أقواله:
- “التصوف هو ترويح القلوب وتجليل الخواطر بأردية الوفاء، والتخلق بالسخاء والبشر في اللقاء.”
- “الشكر هو أن لا تستعين بنعمة الله على معاصيه.”
- “ليس للمريد فترة، ولا للعارف معرفة، ولا للمعرفة علاقة.”
وفاته:
توفي الشيخ أبو بكر الشبلي في ذي الحجة سنة 334 هـ عن عمر ناهز 87 عامًا. دفن في منطقة قريبة من قبر الإمام الأعظم، ويُزار قبره حتى اليوم.
خلاصة:
كان أبو بكر الشبلي أحد أعظم معلمي التصوف، وشيخًا رائدًا في جمع بين علم الشريعة وحقائق التصوف. حياته كانت مكرسة للبحث عن الحقيقة والتقرب إلى الله، وتبقى مقولاته وكراماته مصدر إلهام للأجيال القادمة.