اسمه:
أبوبكر دلف بن حجدر (وقيل جعفر) الشبلي.
مولده:
وُلد في حوالي سنة 247 هـ، وكان من أصول خرسانية وُلد في بغداد أو سامراء.
لقبه:
الشبلي، نسبة إلى مدينة شبيلية أو قرية الشبلي.
حياته:
الشيخ أبو بكر الشبلي كان أحد كبار أئمة التصوف وأبرز الصلحاء في زمانه. وُلد في أسرة تحمل تاريخًا عريقًا، وذاع صيته بين العلماء والمجتهدين. كان واليًا في منطقة دنباوند بالقرب من رسناق الري في الجبال، لكنه تاب في مجلس خير النساج، وترك منصبه ليعيش بين الناس ويبحث عن الحقيقة. درس التصوف على يد أبي القاسم الجنيد، ورافق كبار مشايخ عصره مثل الحسين بن محمد، وأبو الحسن الحصري، ومحمد بن أحمد الفراء، وبندار بن الحسين، وأبو سهل الصعلوكي.
طريقته:
اتبع الطريقة العلية القادرية، وأخذها عن الشيخ عبد الواحد اليماني.
مقولة في التصوف:
قال عن التصوف: “هو ترويح القلوب وتجليل الخواطر بأردية الوفاء، والتخلق بالسخاء والبشر في اللقاء، وهو الجلوس مع الله بلا هم.”
حياته العلمية والروحانية:
كان الشيخ الشبلي من العلماء المتبحرين في الحديث والفقه وعلوم التصوف، فقد كان مرجعية عالية في علم التحقيق. اشتهر بمجاهدة النفس والرياضات الروحية، وكان شديد الاهتمام بتعظيم الشريعة وحفظها. كان يتنقل في البراري طويلاً، ويكتحل بالملح ليعتاد السهر.
مقولاته:
- “ليس للمريد فترة ولا للعارف معرفة، ولا للمعرفة علاقة، ولا للمحب سكون، ولا للصادق دعوى، ولا للخائف قرار، ولا للخلق من الله فرار.”
- “تحسبني حياً وإني لميتٌ وبعضي من الهجران يبكي على بعض.”
من كراماته:
قال: “أعتقدت وقتًا أن لا آكل إلا من الحلال، فكنت أدور في البراري، فرأيت شجرة فمددت يدي إليها لآكل، فنادتني الشجرة: ‘أحفظ عليك عقدك، لا تأكل مني فإني يهودية.’
كان الشيخ الشبلي يختبر حالات من الوله الروحي الذي يأخذه لدرجة الغيبة عن حواسه. وعند أداء صلواته، كان يظل في حالة من السكينة التامة حتى لا يفوته شيء من واجباته، ومع ذلك يعود إلى نفسه بعد الصلاة.
وفاته:
توفي الشيخ أبو بكر الشبلي في ذي الحجة سنة 334 هـ عن عمر ناهز 87 عامًا. دفن في منطقة قريبة من قبر الإمام الأعظم، ويُزار قبره حتى اليوم.
خلاصة:
كان أبو بكر الشبلي أحد أعظم معلمي التصوف، وشيخًا رائدًا في جمع بين علم الشريعة وحقائق التصوف. حياته كانت مكرسة للبحث عن الحقيقة والتقرب إلى الله، وتبقى مقولاته وكراماته مصدر إلهام للأجيال القادمة.