اسمه:

سري بن المغلس

لقبه:

السقطي

كنيته:

أبو الحسن

ولادته ومسكنه:

وُلد في بغداد.

طريقته:

الطريقة العلية

معاصريه:

صحب الشيخ معروف الكرخي، وهو أستاذ الجنيد وخاله.

بداياته:

كان السري السقطي من أبرز أعلام التصوف، وبدأت سيرته الروحية بتوبة مثيرة. حيث مر بجارية سقط منها شيء فتكسر، فارتابت في أمره وأعطاها بدلاً منه. وعندما مر الشيخ معروف الكرخي، لاحظ هذا التصرف وأعجب به، فقال له: “بغض الله إليك الدنيا وأراحك مما أنت فيه”. فتأثر السري السقطي بذلك، فترك حانوته وتفرغ لله تعالى، وشرع في مجاهدات روحية وهداية الخلق.

حياته:

كان السري السقطي من أوائل المتكلمين في لسان التوحيد وحقائق الأحوال، واعتُبر إماماً للبغداديين وشيخهم في زمانه. كان يخصص وقتًا كبيرًا لعبادته، حيث كان ورده اليومي يتضمن خمسمائة ركعة. كان له تأثير كبير في محيطه، واشتهر بلسانه الطاهر وكلامه الحكيم.

أخباره وكراماته:

من أبرز كراماته أن علان بن الخياط يروي عن السري السقطي أنه كان جالساً في مجلسه عندما جاءت إليه امرأة، وقالت: “يا أبا الحسن، أنا من جيرانك، وأخذ ابني الطائف، وأخشى أن يؤذيه، فهل تذهب معي أو تبعث إليه؟”. فتوقع علان أن يبعث السري السقطي إليه، إلا أن السري قام وصلى، ثم قال: “أنا في حاجتك”. وبعد لحظات، جاءت امرأة أخرى لتقول: “قد أفرج عن ولدك، اذهبي إليه”، ما أدهش الجميع من سرعة استجابة الدعاء.

وفي حادثة أخرى، كان السري السقطي جالسًا مع أحد تلامذته، وعندما رآه مكسورًا، قال له التلميذ: “أنا سأشتري لك بدلاً”. فأجاب السري السقطي قائلاً: “من أين تشتري لي بدلاً؟ أنا أعرف الدانق الذي اشترى به الدورق، ومن عمله، ومن أين أخذ طينه”. هذه الحكاية تظهر مدى علمه وورعه، وقدرته على إدراك ما وراء الظاهر.

انتقاله:

انتقل الشيخ السري السقطي إلى عالم الشهود والحق في سنة 253 هـ، ودفن في الجانب الغربي من بغداد، في منطقة الشوينزية. تظل سيرته العطرة وكراماته شاهدة على مكانته الكبيرة في التصوف، ويُذكر اسمه كأحد أئمة الطريق في بغداد.